للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مناظرة الشافعي لبشر المريسي وإخباره بأنه لن يفلح لأنه مبتدع ضال]

دخل بشر المريسي -وهو سيد من سادات أهل البدع والضلال- على الإمام الشافعي، فقال الشافعي لـ بشر: أخبرني عما تدعو إليه.

وهذه المناظرات يا إخواني! وإن كانت تنتهي بكلمتين أو ثلاث إلا أنها مقنعة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

قال الشافعي لـ بشر: أخبرني عما تدعو إليه.

أكتاب ناطق -يعني هل تستند فيما تقول إلى كتاب الله عز وجل- أو سنة قائمة -حجتك فيما تقول قال الله قال الرسول- ووجدت عن السلف البحث فيه والسؤال؟ ومعلوم أن بشراً سيجيب كما يجيب أهل الضلال؛ لأنه مبتدع فهو يقولها بلسان الحال، فيجيب عن أسئلة هذا مفادها.

قال: لا، إلا أنه لا يسعنا خلافه.

فهو يعلم أن المرد والملجأ دائماً إلى كتاب الله وإلى سنة الرسول وإلى الصحابة رضي الله عنهم، لكن إن قيل له: فلم تسأل عن شيء لم يسأل عنه الصحابة؟ قال: لأنه أمر ضروري لابد لنا منه، ولا يسعنا السكوت عنه، فإن قيل له: أليس ما وسع السلف يسعك؟ لا شك أن الجواب عنده: لا، بدليل أنه تكلم وقال: هو أمر ضروري لنا؛ فقال الشافعي: أقررت بنفسك على الخطأ، يعني: أنت حكمت على نفسك أنك مخطئ؛ لأن ما أتيت به إنما هو قول اتبعته وأتيت به من عند نفسك لا من عند الله عز وجل.

قال: فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار تواليك الناس عليه فتترك هذا؟ قال بشر: لي نبذ فيه، وهكذا شغل بشر نفسه بما حرم الله عز وجل عليه أن يشتغل به.

قال: فلما خرج بشر من عند الشافعي قال الشافعي: لا يفلح.

فهو من الخاسرين الهالكين لا يمكن أن ينال الفلاح أبداً.