للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جماعة أنصار السنة والفرق الثلاث والسبعون]

السؤال

بعض الناس تعتقد أن جماعة أنصار السنة المحمدية كأي فرقة من الفرق الثلاث والسبعين؟

الجواب

من أين أتيت بهذا؟ الذي أعتقده أن جماعة أنصار السنة المحمدية وجماعة الجمعية الشرعية، والسلفيين، من أقرب الجماعات للحق، وكلنا فينا ضعف ونقص يجبره الله تعالى ويغفره، لكن في جماعة أنصار السنة المحمدية الحق، وما ظهرت هذه الجماعات إلا لما رأت أن البدعة تنتشر في الأمة، فقامت هذه الجماعات تنظيمياً للدعوة إلى الخير.

إنك اليوم إذا أردت أن تخطب في المسجد الفلاني، يقال لك: هل معك رخصة؟ فمن أجل انطلاقة الدعوة كان لابد للدعاة من رزق، فقامت الجمعية الشرعية، وجماعة أنصار السنة المحمدية وغيرها من الجمعيات القريبة للحق أو التي على الحق مع ضعف فيها، لكن هذا الضعف ليس من شر وفساد في الاعتقاد الصحيح، لكن هناك بعض الخلل، وبعض الناس يذكر بعض فروخ العلمانية في هذه الجمعيات، لكن ليس هذا هو النهج العام لهذه الجمعيات، مع أنك تجد الآن في جماعة أنصار السنة المحمدية من يقول: إن حديث الذباب الذي رواه البخاري في الصحيح كلام لا أصل له، وعندما تذكر له حديث الذبابة كأن عقرباً لدغته، فيقول: هذا الحديث مكذوب، فعندما تحاول إقناعه يصول ويجول معك، ومرد صولته وجولته إلى العقل.

أما الجمعية الشرعية فبعض الزعماء فيها يذهبون إلى التأويل، لكن ليس هذا نهجاً عاماً للجماعة، وأنتم تعلمون أن رواد الجمعية الشرعية خاصة في أيامنا هذه من الشيوخ والدعاة بل وعامة المصلين، إنما هم على اعتقاد السلف الصحيح، فالدنيا تغيرت.

فالذي يقول: إن جماعة أنصار السنة المحمدية فرقة من الفرق؛ يلزمه أن يتوب إلى الله عز وجل.

وأذكر أن هناك بعض الشيوخ أو الدعاة قالوا: إن الجمعية الشرعية وجماعة التبليغ فرقتان ناريتان، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله! هذا كلام لا يصدر إلا من إنسان فقد عقله، أما أن يصدر من إنسان له عناية بالعلم وله اتصال بواقع الأمة فإنه إنسان من أساسه لا يمكن أن يكون من أهل العلم، وشيء غريب أن ينسب نفسه للعلم أو ينسبه الغير إلى أهل العلم.

فعلى أية حال هذه الجماعات سلاح ذو حدين: فيها وجه خير، وكل جماعة منها تقف على ثغرة من ثغور الإسلام.

أما وجه الشر: فهي أن هذه الجماعات تدعو في الغالب إلى نفسها، لا تدعو إلى الله عز وجل؛ ولذلك أثمرت هذه الدعوة تشدداً ومعاداة بين كل جماعة وأختها.

وهذا هو الوجه القبيح، وإني لأسأل الله تعالى في نومتي كما أسأله في قومتي أن يجمع وأن يؤلف بين قلوب المسلمين تحت راية واحدة، وهي راية النبي صلى الله عليه وسلم.