للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منهج جماعة التكفير]

جماعة التكفير في هذا الزمان خالفوا في الأصول العامة والقواعد الكلية للشريعة الإسلامية، فاستحقوا أن يكونوا خوارج كأجدادهم؛ لأنهم تبنوا أصول أسلافهم من الخوارج في سالف عهدهم، فهذه الطائفة أولى بها أن تلحق بتلك الفرقة الضالة، فمنهم من يكفر ببدعته، ومنهم العامي الذي لا يكفر ببدعته.

وقد انتشروا في هذا الزمان انتشاراً أنتم تعلمونه وتعلمون أماكنهم، وقد وجد هذا الفكر طريقه في وسط الأحياء الراقية.

وهذا الفكر لا يزال إلى الآن مستمراً في إحياء منهج الخوارج، وإن زعموا أنهم قد تابوا، ولو أنا قبلنا منهم ذلك، فإن عملهم ومسلكهم الأخلاقي ينبئ أنهم لم يتوبوا من هذا الفكر، وهم يجمعون أنفسهم الآن، وقد دخل غيرهم في وسطهم، وهم لا يزالون على تنطعهم الأول في اهتمامهم بالفرعيات، وشغل الناس بها، وهذه المعاصي الظاهرة التي لا تعد من الكبائر يجعلونها من أعظم الكبائر، حتى قال أحدهم: إن الالتزام بالزي الإسلامي لازم لكل مسلم قبل إيمانه بالله، ولا أدري كيف يصدر هذا الكلام من إنسان له عقل، فضلاً عن تبني ذلك، فهو يقول: الالتزام بالزي الإسلامي أسبق في الوجوب من الإيمان بالله ورسوله! فلو كان هناك كافر مثلاً فهل نطالبه بأن يلبس الثوب والعمامة؟ وهل هذا كلام مقبول؟ فهؤلاء يضربون بالنعال، ولا يوقفهم إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهم قد بدءوا الآن يرفعون عقائرهم مرة أخرى، فلا بد من ضبطهم وإثبات عوارهم وفسادهم الأخلاقي والعقدي في المجتمع؛ حتى يحذر الناس منهم.