للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فرقة النصيرية من الشيعة ومعتقداتها]

[ومنها: النصيرية والإسحاقية، وهم موجودون في بلاد المسلمين، وأقول هذا الكلام لأن هناك فرقاً معاصرة موجودة، فإن كانت ليست موجودة عندك فهي عند غيرك، وأنت تذهب لغيرك وغيرك يأتي إليك، ثم أليس في بلادنا شيعة؟! عندما كنت في السنة الثالثة في الجامعة كان لي أصحاب شيعة، إلى أن قامت ثورة الخميني الإسلامية، وفي أثناء الثورة وقع تحت يدي كتاب: الحكومة الإسلامية للخميني، وهو مجلد صغير، فقرأته فوجدت نصفه كفراً، فعلمت أن هذا الرجل كذاب، وأنه مجرم أفاك، وأن هذه الثورة ليست ثورة إسلامية، بل هي ثورة شيعية، ومزقته وحذرت منها وأنا في الجامعة، فلما حذرت منها إذا بهؤلاء الأصدقاء الشيعة قد انقلبوا علي رأساً على عقب، وكانوا قبل هذه الثورة إذا اعترضهم شيء في دينهم استفتوا رجلاً من أهل العلم من أهل السنة، ثم أجدهم يخالفون الفتوى ويعملون بمعكوسها، وهذا مذهب الإمامية، إذ إن الإمامية على خلاف في الأصول والفروع مع أهل السنة، ولذلك استفتي الخميني من قبل طلاب جامعة القاهرة، فقيل له: ماذا نصنع إذا اعترضنا شيء في أمر ديننا أو دنيانا؟ فقال: إذا اعترضكم شيء في أمر دينكم فاسألوا عنه أحد الناصبة، فـ الخميني والاثنا عشرية الإمامية يسمون أهل السنة الناصبة؛ لأننا بزعمهم ناصبنا علياً العداء، ونحن في الحقيقة نحب علياً رضي الله عنه، لكن بغير إفراط ولا تفريط.

فقال: إذا اعترضكم شيء في أمر دينكم فاسألوا عنه أحد الناصبة -أي: أحد أهل السنة- ثم اعملوا بخلاف قوله! إنه حقد دفين، هذا الخميني الذي كان يمدحه ويثني عليه الكثير هنا في مصر، بل إن أعظم محافظة فتنت بـ الخميني هي المنصورة؛ إذ إنها أكثر محافظة فيها شيعة بعد القاهرة، وأنتم تعلمون أن أئمة التشيع في مصر وجودهم في المنصورة بعد وجودهم في القاهرة، لكن ليس لهم انتشار في المنصورة كما هو انتشارهم في القاهرة.

والنصيرية موجودة في سوريا، والزيدية وجودهم في منطقة من اليمن، والاثنا عشرية وجودهم الأول في إيران، ثم في العراق، والعجيب أن الزيدية والاثنا عشرية انتشروا انتشاراً عظيماً جداً في جنوب الحجاز، أي: في جنوب المملكة العربية السعودية، وأصبح لهم قوة وصولة وجولة لا يقف أمامها ملك البلاد ولا غيره.

كما لابد أن تعلموا أن الأسرة الحاكمة منذ قديم الزمان في سوريا نصيرية، وحافظ الأسد أنا أعتقد أنه لا علاقة له لا بالنصيرية، ولا بالنصرانية، ولا باليهودية، ولا بالإسلامية، فهو كغيره من الناس لا علاقة له بهذا كله، لكن أنا أقصد بالنصيرية هناك في سوريا في الشام، وحافظ الأسد ينسب إليها شاء أم أبى، وكذلك ولده الذي يحكم البلاد الآن هو نصيري.

فانظر إلى عقيدة هؤلاء فقد قالوا: إن الله تعالى تجلى في علي، فإن ظهور الروحاني في جسد جثماني أمر لا ينكر، وهذه العقيدة هي التي سماها الصوفية: عقيدة الحلول والاتحاد، أي: أن روح الإله حالة في روح فلان، أو حلت في فلان حتى صار فلان هو الإله، والإله هو فلان، وهذا هو الاتحاد، فصار كل منهما يدل على الآخر.

أما في جانب الخير فكظهور جبريل في صورة البشر، وأما في جانب الشر فكظهور الشيطان في صورة الإنسان.

ثم قالوا: لما كان علي وأولاده أفضل من غيرهم، وكانوا مؤيدين بتأييدات متعلقة بباطن الأسرار قلنا: ظهر الحق سبحانه وتعالى في صورتهم، ونطق بلسانهم، وأخذ بأيديهم.

إذاً: فـ ابن حافظ الأسد عُين ملكاً أو رئيساً على هذه البلاد؛ لأن النصيرية يعتقدون أن روح الإله تحل في هذا الغلام؛ إذ إنه مؤيد بتأييدات السماء وبتأييدات الأرض.

وعليه فالذي اختاره عليهم هو الإله؛ لأن هذا معتقدهم، ومن هاهنا أطلقوا الآلهة على الأئمة، فهم يقولون: إذا حلت روح الإله في الإمام؛ مع اتحاد الإله والإمام باتحاد الروح فيهما؛ فلا بأس أن يكون الإمام إلهاً، ولذلك يقولون: من هاهنا أطلقنا الآلهة على الأئمة، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل المشركين؛ لأن هؤلاء شركهم ظاهر لا خفاء فيه، بل كانوا ينصبون له العداء، وأما المنافقون فإنهم أظهروا الإسلام، وشاركوا المسلمين في الأعمال الظاهرة، لكن علياً عرفهم فقاتلهم فقتلهم، وهذا يدل على أن علياً إله؛ لأنه يعلم السر وهو النفاق، وأما محمد فإنه ليس كذلك، بل عمل بالظاهر، فقالوا: إن محمداً حارب المشركين لظهور شركهم، وما استطاع أن يحارب المنافقين؛ لأنه لم يعلم النفاق فيهم، مع أن الله تعالى قد أطلعه على المنافقين بأسمائهم وأعيانهم وذواتهم، لكنهم ينكرون هذا كله.

وأن علياً قاتل المنافقين؛ لأنه عرفهم، وهذا يدل على أنه قد حلت فيه روح الإله، ولذلك يقولون: إن النبي عليه الصلاة والسلام يعلم الظاهر والله تعالى يتولى السرائر، ويقولون: إن علياً يعلم السرائر.

فلا يعقل أن هذه