للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيان حديثي: (إن الله كره لكم ثلاثاً)، و (نهى النبي عن الأغلوطات)

قال: [وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)]، فهذه الثلاث يكرهها الله عز وجل.

[وعن عيسى بن يونس قال: حدثني الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن الصنابحي عن معاوية بن أبي سفيان: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلوطات).

قال عيسى بن يونس: الأغلوطات ما لا يحتاج إليه من كيف وكيف].

يعني: البحث والتنقير عن مسائل لم يكلف المرء بالبحث عنها، أو الخصومات في الدين.

وبعض أهل العلم يسمي الأغلوطات: الخصومات في الدين، والمجادلات والمنازعات والاشتباكات التي تدور بين الشباب في مسائل لا علم لهم بها.

ومن أعجب الأعاجيب أن اثنين يختلفان في مسألة، وفي وجه الحق والصواب فيها، فيتبنى هذا رأياً والآخر يتبنى رأياً آخر، وكلا الرأيين ليسا من آراء أهل العلم، فيحتكمان إلى ثالث ليس من أهل العلم! فلا يردان الأمر إلى كتاب الله عز وجل، ولا إلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ولا إلى اجتهاد أهل العلم، وإنما يتحاكمان إلى من هو أجهل منهما، فيكثر الخلاف؛ ولذلك يقول ابن حزم: لو سكت الجاهل لقل الخلاف.

وذلك أن الجاهل يأبى وتأبى عليه نفسه الأمارة بالسوء إلا أن يتكلم فيما لا يعنيه، وخاصة في دين الله عز وجل.

[عن عبادة بن نسي قال: (تذاكروا عند معاوية المسائل، فرد بعضهم على بعض -يعني: رد بعضهم على بعض حتى ارتفعت أصواتهم- فقال: ألم تسمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلوطات؟!).

وعن الصنابحي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأغلوطات).

قال الأوزاعي: شداد المسائل وصعابها].