للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصواب في عبارة: وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في اتباع من خلف]

فإذا كان الأمر كذلك؛ فاعلم أن الكلام القائل: بأن كل خير في اتباع من سلف، وكل شر في اتباع من خلف؛ كلام يحتاج إلى تدقيق وتحقيق، وأرى أن الصواب في هذا الكلام يقال: الخير كل الخير في الاتباع، والشر كل الشر في الابتداع، سواء كان في القرن الأول أو الثاني أو الثالث أو العاشر أو المائة؛ لأن القرون الخيرية الأولى وقع فيها من البدع ما وقع.

فيكون انضباط هذا الكلام بقولنا: الخير كل الخير في الاتباع، أي: في اتباع السلف رضي الله عنهم.

وليست العبرة أن تحتج بكلام لله عز وجل، أو بكلام قاله النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين أو في غيرهما مما صح عنه عليه الصلاة والسلام، لكن العبرة: مَن فهم هذا الكلام كما فهمت أنت؟ هب أنك تحتج بآية من كتاب الله لم يسبقك أحد إلى هذا الفهم إلا الجهم بن صفوان، فهل يكون هذا الفهم صحيحاً؟ وهل يكون المراد صحيحاً؟ لا، فهذا فهم جهمي للآية.

وأما لو كان الفاهم لمعنى الآية هو: أبو بكر أو عمر؛ فيا حبذا هذا الفهم، وهؤلاء هم حقاً سلف الأمة رضي الله عن الصحابة أجمعين، وعن الأئمة المتبوعين أئمة الدين، وأصحاب الاجتهاد المطلق في الفقه وأصول الدين وغير ذلك.