للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم من قال: لم سلط الله الكفار على الرسل والمؤمنين وهو قادر على إبادتهم؟]

ومن الناس من يقول: لماذا ربنا سبحانه وتعالى سلط الكافرين في البوسنة والهرسك وفي الشيشان وفي روسيا وفي أمريكا وفي فلسطين وغيرها على المسلمين؟

الجواب

هذا لحكمة عظيمة جداً لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، فهو يسلط الكافرين على المؤمنين؛ فيموتون شهداء، فهل أجر الشهيد الذي قتل كأجر الذي قتله في الدنيا؟ هذا في الجنة وذاك في النار، فالله تبارك وتعالى علم أن هذا العبد له من الذنوب ما لا يغفره إلا الشهادة في سبيل الله، فجعله عرضة لذلك، وسلط عليه الكافر حتى يموت شهيداً، وهذه حكمة لا يعلمها إلا الله عز وجل.

قال: [ومما لا ينبغي لأحد أن يتفكر فيه لم سلط الله الكفار على الرسل في الدنيا، وسلط الكافرين على المؤمنين حتى قتلوهم وعذبوهم، وقتلوا الذين يقومون بالقسط من الناس، وإنما سلط الله أعداءه على أوليائه ليكرم أولياءه في الآخرة بهوان أعدائه، وهو قادر على أن يمنع الكافرين من المؤمنين، ويهلك الكفار من ساعته، ولكن الله تعالى لم يفعل ذلك لحكمة، ولو كان هذا من أفعال بعض ملوك العباد كان جوراً عند أهل مملكته؛ حيث سلط أعداءه على أنصاره وأوليائه وهو قادر على هلكتهم].

لو أن حاكماً من حكام المسلمين الآن أذن للكفار بدخول بلاده ومملكته وتسلطوا على من كانوا تحت يده من رعيته؛ فلابد أننا سنقول: إن هذا ظلم وجور وخيانة.

وعندما يكون الحاكم جالساً على كرسي ويقول لليهود مثلاً: تعالوا ادخلوا البلاد واقتلوا من شئتم واسبوا من شئتم؛ لابد أن هذا ظلم بين وجور وعمالة، لا يختلف على ذلك أحد، والله تبارك وتعالى سلط إبليس وأعوانه على أوليائه، وسلط أعداءه على أوليائه.

فهل يستوي فعل الله مع فعل ذلك الحاكم أو الملك؟ لا يستويان، الأول جور وظلم وعمالة، والثاني: حكمة وعدل من الله عز وجل.