للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التوفيق بين كفر من ألقى المصحف إلى الأرض استهزاءً وبين إلقاء موسى للألواح

السؤال

ذكرت إجماع أهل العلم على كفر من ألقى المصحف في النجاسة أو وطئه بقدميه، فكيف نرد على من حكى نفس القصة التي ذكرت فيها عالم الأزهر، لكنه قال: إنه قطع المصحف ووضعه في دورة المياه، ثم عندما لاحظه المراقب ألقى به ووطئه بقدميه، وقال هذا الشيخ: إنه لا يكفر، واستدل بإلقاء موسى للألواح، فكيف نرد على هذا؟

الجواب

هذا الذي فعله الطالب إنما فعله من باب الخوف على مستقبله، وما كان ينبغي قط أن يفعل ذلك.

أما هل هناك وجه للمقارنة بين هذا الفعل وبين فعل موسى عليه السلام؟

الجواب

لا؛ لأن موسى ألقى الألواح من شدة الغضب، وفي نسختها هدىً ونور، فموسى عليه السلام غضب غضباً أخرجه في هذه اللحظة عن إدراك ما يفعله، فألقى الألواح وهو غضبان.

ثم لما هدأ ورجع إلى رشده أخذ الألواح بيده، فموسى عليه السلام معذور لفرط غضبه، والمرء لو بلغ درجة الإغماء من الغضب لا يترتب على أفعاله وأقواله أحكاماً، فلو أنه ألقى ولده من أعلى، أو ألقى أحداً من الناس من أعلى، فإنه لا يحاسب على ذلك، أي: لا يقتص منه، ولو أنه أغلق إغلاقاً وقال لامرأته في الإغلاق: أنت طالق، فإن الطلاق لا يقع منه، وغير ذلك من الأحداث.