للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب في ذكر ما أعلمنا الله تعالى في كتابه أنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء]

قال: [الباب الثاني: في ذكر ما أعلمنا الله تعالى في كتابه أنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء]، أي: يهدي من يشاء مشيئة دينية شرعية، ويضل من يشاء إرادة كونية قدرية، وأنه لا يهتدي بالمرسلين والكتب والآيات والبراهين إلا من سبق في علم الله أنه يهديه، ولذلك بين الله تعالى لنبيه أنه لا يهدي من يحب، ولكن الله يهدي من يشاء، ومهما حرص الناس على ذلك فإنه لا يكون إلا ما يريده الله، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان حريصاً على إيمان أبي لهب، وكان حريصاً كل الحرص أن يسلم جميع الخلق، وقد علمه ربه من فوق سبع سماوات أن الخلق جميعاً لن يكونوا مؤمنين، وإلا فلم خلق الله تعالى النار؟ والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (اطلعت في النار فرأيت فيها فلاناً وفلاناً وفلاناً، وذكر أشياء، وقال: ووجدت أكثر أهلها النساء، فقالت امرأة جزلة -عاقلة-: يا رسول الله! ولم؟ قال: لأنهن يكفرن، قالت: يكفرن بالله؟ قال: لا، يكفرن الإحسان ويكفرن العشير؛ يحسن الرجل إليهن الدهر كله، فإذا بدا منه شيء قالت: ما رأيت منك خيراً قط).

وهذا شأن النساء.