للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير ابن عمر لقوله تعالى: (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق)]

قال: [وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول شيء خلقه الله عز وجل القلم، فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين)]، وهذا يرد على ما أخرجه مسلم وأثبت فيه أن لله يداً أخرى وهي الشمال، فإن هذه الرواية شاذة.

قال: [(فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول، بر أو فجور، رطب أو يابس، فأمضاه عنده في الذكر -أي: كتبه عنده في الذكر- ثم قال: اقرءوا إن شئتم: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية:٢٩]-أي: نكتب ما كنتم تعملون- فهل تكون النسخة إلا من شيء قد فرغ منه) يعني: قد تقول: عندي نسخة البخاري الأصلية، ثم تذهب بي إلى البيت وتعطيني مجموعة أوراق فارغة لا كتابة فيها، فسأقول لك: أين هذه النسخة؟! لكن عندما تريني مخطوطاً للبخاري سأقول: نعم.

هذه نسخة، وسميت نسخة لما وقع فيها من النسخ، والنسخ بمعنى: الكتابة، فلا يقال للورقة الفارغة البيضاء نسخة، لكن عندما تكتب فيها كتاباً تقول: لقد نسخت الكتاب أو صورت الكتاب، أو كتبت الكتاب.

فقال الله تعالى: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية:٢٩] أي: نأمر بكتابة أعمالكم.