للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اختيار الألفاظ المناسبة من محاسن اللغة العربية]

[وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التقى آدم وموسى)]، وفي كلمة (التقى) مغزى لغوي مفاده: أنه لا يصح استعمال لفظ آخر مكانه يربط بين آدم وموسى، ولذلك أنا لا أستطيع أن أقول: الشمس خرجت، وإنما: الشمس طلعت.

وكذلك لما قال عمر رضي الله عنه: (كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل)، فقوله: (إذ طلع)، هذا اللفظ لا يصلح أن يكون لحقيقة الآدميين، وإنما الذي يصلح للآدمي: خرج أو دخل علينا رجل، أما (طلع) فلا هو قمر ولا هو شمس، ولذلك قال: (هو جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)، فربطنا قوله: (هو جبريل) بالقول الأول (طلع)، فـ عمر ما قال: طلع علينا رجل إلا لما علم أنه جبريل، فاختار لفظاً يتناسب مع جبريل ولا يتناسب مع حقيقة الآدمي، فقال: طلع، ولم يقل: خرج أو دخل، فكذلك قوله هنا: (التقى آدم وموسى).