للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرد على ما يروى عن ابن عباس في معنى الكرسي وتأويله بالعلم]

قال: [عن ابن عباس قال: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة:٢٥٥] قال: علمه].

في الحقيقة: هذا نص لم يثبت عن ابن عباس، والحمد لله أنه لم يثبت، ولو ثبت على مذهب من حسن هذا الأثر فليس فيه حجة؛ لأن الكرسي لا يجوز صرفه عن ظاهره.

فلا يجوز أن أقول: الكرسي بمعنى العلم.

أي: وسع علمه السماوات والأرض؛ لأن سعة علم الله عز وجل في السماوات والأرض قد ذكرت في آيات ونصوص آخر، والكرسي قد وردت فيه أحاديث تثبت أن لله تبارك وتعالى كرسي، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (إن الله خلق الأرضين، وخلق السماوات وجعل بين السماء الدنيا وبين الأرض مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام، وفوق كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وفوق السماوات البحر، وفوق البحر الكرسي، وفوق الكرسي العرش، والله تعالى فوق العرش).

وقال عليه الصلاة والسلام لما سئل عن الكرسي، قال: (هو موضع القدمين لله عز وجل).

فهل يتصور أن علم الله تعالى هو موضع قدميه؟ هذا كلام لا معنى، فكيف يفسر الكرسي بأنه العلم، وهل دعت الضرورة إلى صرف هذا النص وهذا اللفظ عن ظاهره؟

الجواب

لا.

وأهل السنة متفقون على أن ما يخص المولى تبارك وتعالى من أسماء وصفات خاصة في أمور الغيب لا يجوز صرفها عن ظاهرها أبداً وإلا وقع الصارف في التعطيل، أي: تعطيل المولى عز وجل عن صفاته.