للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رفع الإشكال الوارد في قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق)]

قال تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم:٤٢].

هذه الآية بهذا السياق أحدثت إشكالاً عظيماً عند أهل العلم، بل أقولاً عند أهل السنة؛ لأن الآية لم تكن صريحة في إثبات الساق لله عز وجل؛ لأنه قال: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم:٤٢]، فوردت منكرة وغير منسوبة لله عز وجل، ولذلك اختلف السلف رضي الله عنهم في ماهية هذه الساق، لكن جمهور أهل العلم من السلف وغيرهم رفع عنهم هذا الإشكال بحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وغيرهم، أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون).

أي: لينصرف كل قوم من أهل الموقف إلى معبودهم الذين كانوا يعبدونه في الدنيا.

قال: (فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم.

فيأتيهم -أي: ربنا- فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم هاهنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا الذي كنا نعبده.

فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا).

أي: إذا أتانا في صورته التي عرفنا بها في حياتنا الدنيا عرفناه.

قال: (فيكشف لهم عن ساقه).

فوردت (الساق) هنا مضافة إلى الله عز وجل، ولم يقل: فيكشف لهم عن ساق.

قال: (فيكشف -أي: الله عز وجل- لهم عن ساقه فيقعون سجوداً، وذلك قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم:٤٢].

ويبقى كل منافق لا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة).

وفي حديث أبي سعيد: (يوم يكشف ربنا عن ساقه).

وهذا تصريح ثان.

فهذا الحديث بشواهده قد رفع الإشكال الوارد في الآية.