للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قول سلمان الفارسي رضي الله عنه في إثبات القدر]

قال: [عن أبي الحجاج الأزدي قال: سألت سلمان: ما الإيمان بالقدر؟ فقال: أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك] الذي ليس لك ولا من نصيبك لو اجتمع العالم كله في صعيد واحد أن يجلبوه لك لا يقدرون، ولا يمكن أن يكون من حظك ولا من نصيبك.

وقال أبو نعامة السعدي: [كنا عند أبي عثمان النهدي فحمدنا الله ودعوناه وذكرناه، فقلت: لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحاً مني بآخره -أي: أني مطمئن وفرح ومسرور بأن الله تبارك وتعالى كتب ما أنا عامل أولاً قبل أن يخلق الخلق- فقال: ثبتك الله! كنا عند سلمان: فحمدنا الله ودعوناه -أي: دعونا الله- وذكرناه فقلت: لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحاً مني بآخره، فقال سلمان: ثبتك الله! إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذار] وفي رواية: ما هو ذراري؛ وهذا حديث الميثاق الطويل الذي ذكرناه من قبل.

قال: فأخذ عليهم العهد: ألست بربكم؟ قالوا: بلى.

إذاً: فقد اعترفوا بالربوبية وبالألوهية وتوحيد الرب تبارك وتعالى الذي ورد في حديث: (ما من مولود يولد إلا يولد على الفطرة).

وفي رواية: (على فطرة الإسلام -ثم يأتي بعد ذلك النجس والخبث- فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه).

وفي رواية مسلم: (ويشركانه) أي: ويجعلانه مشركاً.

قال: [إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذارٍ إلى يوم القيامة، فكتب الآجال والأرزاق والأعمال والشقوة والسعادة، فمن علم الله تعالى أنه من أهل السعادة فعل الخير ومجالس الخير -أي: وفقه ويسر له هذا- ومن علم الله عز وجل فيه الشقاوة يسره لعمل أهل الشقاوة ففعل الشر وجلس مجالس الشر].