للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بيان حكم الظهور في القنوات التلفزيونية]

ومن هنا نقول والله أعلم: إن القنوات المعاصرة اليوم إن أسست على باطل لا نرى جواز الظهور فيها، ولو ظن من يظهر فيها أن هناك مصلحة، أما إذا أسست على حق فإنه يجوز الظهور فيها وإن خالطها شيء من الحرمة.

فإذا جاء إنسان قد أسس قناة تبث أفلاماً، ثم قال للشيخ والشيخ والشيخ نحن نريد منكم دروساً في هذه القناة، فإنا نقول -والله تعالى أعلم-: إنه لا يجوز شرعاً الظهور في مثل هذه القناة؛ لأن هذا تقرير لصحة ما بنت عليه القناة أمرها.

أما إذا وجدت قناة إسلامية فإنه يجوز الظهور فيها، كالمجد مثلاً، ونحن لا نمدح المجد لمصلحة، وإنما نمدح قناة المجد لأنها المنارة الوحيدة الموجودة الآن التي تبث الإسلام كما يريد فيما نعلم، ويضاف إليها قناة الفجر، وهناك قنوات رسمية لبعض الدول لم تؤسس على حق ولا على باطل، بل لمصلحة، فهذه يجوز الظهور فيها لتوسطها.

ولا يعقل أن تأتي قناة تبث فلماً إباحياً أو فلماً يكاد يقرب من دوافع الفحشاء ثم يؤتى فيها برجل يحدث، ثم ينتهي هذا الرجل ويؤتى بفلم آخر على نفس المنوال، فهذا عبث، ومثاله في الواقع كرجل أراد أن يعمل حفلة فرح، فجاء براقصات ومغنين عراة، فجاء ناس ينكرون عليه فقالوا: هذا حرام لا يجوز، فقال: ليست هناك مشكلة، فهذا الفرح من الساعة التاسعة العاشرة، ومن إحدى عشرة إلى الواحدة أسمح لكم بأن تأتوا على نفس المسرح لتلقوا أي حديث فهل يجوز لرجل أن يأتي هذا المكان ويلقي هذا الحديث ويخرج وهو يعلم يقيناً أن قبله محرم وبعده محرم؟!

و

الجواب

لا، لا يمكن؛ لأنك أنت إذا فعلت فقد جعلت الناس يكثرون ويأتون.

وهنا مسألة مهمة، وهي أنه لا يعني ذلك أن من ظهر من علمائنا وفضلائنا في مثل هذه القنوات يتهم بشيء، فنحن نقول ما ندين الله به، فما نراه حقاً قد يكون خطأ عند غيرنا، وما نراه خطأ قد يكون صواباً عند غيرنا، فنحن نبين الحكم على ما نرتضيه، ولكن لا يجوز لنا ولا لغيرنا أن نقدح في أحد من علماء المسلمين رأى أنه توجد مصلحة في الخروج في تلك القنوات، فأنا أقول ما أدين الله به في هذه الآية: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا} [التوبة:١٠٧]، فهذا مسجد بني وسقف ووجد، وكان له إمام، فلو كان شيء أسس على باطل يمكن قلبه إلى حق لكان هذا المسجد، حيث كان صلى الله عليه وسلم سيرسل أبي بن كعب إماماً له وتنتهي القضية.

<<  <  ج: ص:  >  >>