للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (فأزلهما الشيطان عنها)]

قال الله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ} [البقرة:٣٦] وهذا عام، وبين الله أنه وسوس لهما، وأنه قاسمهما: {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف:٢١] وهذه كلها مرت معنا.

{فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} [البقرة:٣٦] أي: من نعيم الجنة.

{وَقُلْنَا اهْبِطُوا} [البقرة:٣٦] بواو الجمع، وحررنا مسألة هل الجنة التي كان فيها آدم هي الجنة التي في السماء السابعة أو جنة في السماء الدنيا أو جنة في الأرض؟ هذا كله مر معنا.

{وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة:٣٦] قال بعض العلماء: إن مما أهبط الحية، واحتجوا بأن الله قال: (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) بقرينة أن النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر الحيات قال: (ما سالمناهن منذ حاربناهن) فإبليس عدو بالاتفاق، والحيات دلت السنة على عداوتها، فلا يستبعد أن تكون الحية أهبطت معهم؛ لأن المشهور عند المؤرخين أن إبليس عندما وسوس لآدم دخل الجنة في خياشيم الحية، وهذا من مليح القول لا من متين العلم، ولا يتعلق به أمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب، فلا تعنف إذ لم تقبله ولا حرج عليك إن قبلته.

{وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة:٣٦] أي: ما كتبه الله جل وعلا للناس أن يبقوا.