للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حكم عد ابن البنت ابناً

وهنا مسألة، وهي أن الله جل وعلا قال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ} [الأنعام:٨٤] أي: إبراهيم، وذكر منهم عيسى ابن مريم، ومعلوم أن عيسى ابن مريم ابن بنت وليسب ابن ابن.

وعلى هذا تتحرر مسألة، وهي هل ابن البنت يعد ابناً أو لا يعد ابنا؟ أما كونه يعد ابناً من حيث العموم فهذا ظاهر دلت عليه الآية، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن بن علي: (إن ابني هذا سيد).

وتظهر فائدة الخلاف في مسائل الوقف، فلو أوقف موص مالاً على أبنائه، فهل يدخل ابن البنت أو لا؟ والفصل هنا عند القضاء، فطائفة من العلماء قالت بدخوله، وطائفة من العلماء لم تقل بدخوله، وقد قيل: بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد هذا كلام العرب، يقول أحدهم: الابن الحقيقي هو ابن ابني، أما ابن بنتي فليس ابناً لي، بل هو ابن رجل بعيد، فأبناؤنا الحقيقيون هم بنو أبنائنا، وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد.

ليسوا أبنائي واضح؟ مع أن المرأة تقرب -كما هو معلوم- لكن من حيث العموم هؤلاء قوم يقولون: إن ابن البنت لا يسمى ابناً، وفصل الخطاب في هذه القضايا في المحاكم الشرعية بحسب ما تختار من فتوى، ولكننا نحرر هنا أن الآية لما ذكر فيها ابن مريم عليه السلام ذكر فيها قول الله جل وعلا: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ} [الأنعام:٨٤]، فهو من ذرية إبراهيم رغم أنه ابن بنت.