للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (ورد الله الذين كفروا بغيظهم وكان الله قوياً عزيزاً)

قال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب:٢٤ - ٢٥].

هذه الآية لها ارتباط بالسياقات القادمة، لكني أحاول أن أتكلم عنها سريعاً لأجل الوقت، (ورد الله الذين كفروا بغيظهم) (الغيظ): الحنق والغضب، (ورد الله الذين كفروا) يدخل فيها عموم أهل الأحزاب، (بغيظهم لم ينالوا خيراً) أي: لم يحصلوا على ما يبتغونه، (وكفى الله المؤمنين القتال) (كفى) هنا بمعنى: أغنى وأراح، (وكفى الله المؤمنين القتال) لم يكن في يوم الخندق قتال إلا يسير كقتال علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه لـ عمرو بن ود، قال: (وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً) وهذا التذييل مناسب لما قبله، {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب:٢٥].

أما ما بعدها من آيات فهي متصلة المعنى، نتأملها ونفسرها إن شاء الله تعالى في اللقاء القادم، هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده، وأعان الله على قوله، وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.