للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين)]

{حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} [الزخرف:٣٨]، فلماذا قال: (بيني وبينك)؟ ولماذا قال: (بعد المشرقين)؟ فأما (بيني وبينك) فكان يغني عنها أن يقول: يا ليت بيننا، لكن أراد قمة البراءة منه، ويسعى حثيثاً للتخلص منه، وفصل حتى في الألفاظ، قال: {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} [الزخرف:٣٨]، ومعلوم أن هناك مشرقين ومغربين، والأمر للتغليب، ومر معنا نظائره، لكن لماذا اختار المشرقين دون المغربين؟ قال بعض أهل العلم من اللطائف: إن المشرق يكون منه ظهور قرن الشيطان، فلهذا قال: {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [الزخرف:٣٨]، فهو أسلوب ذم، فبئس فعل ماضي جامد لا تصرف.