للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الليل، وقال مجاهد وغيره: هي في الليل كله لأنه ينشأ بعد النهار، واختار هذا مالك، وقال ابن كيسان هي القيام من آخر الليل.

وقال في الصحاح: ناشئة الليل أول ساعاته، وقال الحسن: هي ما بعد العشاء الآخرة إلى الصبح، وقال ابن عباس: هي قيام الليل بلسان الحبشة إذا قام الرجل قالوا نشأ، قال الشيخ فعلى هذا هي جمع ناشىء أي قائم (قلت) يعني أنها صفة لشيء يفهم الجمع أي طائفة أو فرقة ناشئة وإلا ففاعل لا يجمع على فاعلة.

وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: هي أوله، وعنه قال الليل كله ناشئة، وعن ابن مسعود قال ناشئة الليل بالحبشية قيام الليل، وعن أنس بن مالك: قال هي ما بين المغرب والعشاء.

(هي أشد وطأً) قرأ الجمهور بفتح الواو وسكون الطاء مقصورة واختارها أبو حاتم وقرىء بكسر الواو وفتح الطاء ممدودة واختار هذه الفراء وأبو عبيدة، فالمعنى على الأولى أن الصلاة ناشئة الليل أثقل على المصلي من صلاة النهار، لأن الليل للنوم، قال ابن قتيبة المعنى أنها أثقل على المصلي من ساعات النهار من قول العرب اشتدت على القوم وطأة السلطان إذا ثقل عليهم ما يلزمهم منه، ومنه قوله صلى الله عليه عليه وآله وسلم " اللهم اشدد وطأتك على مضر " (١).

والمعنى على القراءة الثانية أنها أشد مواطأة أي موافقة السمع للقلب على تفهم القرآن من قولهم واطأت فلاناً على كذا مواطأة ووطاء إذا وافقته عليه، قال مجاهد وابن أبي مليكة: أي أشد موافقة بين القلب والسمع والبصر واللسان، لانقطاع الأصوات والحركات فيها، ومنه (ليواطئوا عدة ما حرم الله) أي ليوافقوا، وقال الأخفش: أشد قياماً، وقال الفراء: أي أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة، والليل وقت الفراغ عن الاشتغال


(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة القنوت في صلاة الصبح.

<<  <  ج: ص:  >  >>