للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال يوم النحر (١). وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن عبد الله بن قرط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر " (٢) وعن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يوم الأضحى، هذا يوم الحج الأكبر " (٣). أخرجه ابن مردويه.

وعن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال: " أي يوم هذا؟ " قالوا يوم النحر، قال: " هذا يوم الحج الأكبر ". أخرجه البخاري وأبو داود وابن ماجة وغيرهم (٤).

ولا يخفاك أن الأحاديث الواردة في كون يوم النحر هو يوم الحج الأكبر هي ثابتة في الصحيحين وغيرهما من طرق فلا تقوى لمعارضتها هذه الروايات المصرحة بأنه يوم عرفة، وقيل أيام منى كلها، وبه قال مجاهد وسفيان الثوري هو يوم النحر، وقيل اليوم الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال ابن سيرين والأول أولى، وقيل القرآن. قاله مجاهد.

(إن الله بريء من المشركين ورسوله) أي بأن الله بريء ورسوله بريء منهم، وقرئ ورسوله بالجر على أن الواو للقسم وهي ضعيفة جداً، وقرئ شاذاً أيضاً بالنصب على أنه مفعول معه، قاله الزمخشري، والرفع قراءة الجمهور باتفاق السبعة.

(فإن تبتم) من الكفر، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، وقيل


(١) الترمذي كتاب التفسير ٩/ ٤.
(٢) المستدرك كتاب الأضاحي ٤/ ٢٢١.
(٣) أبو داوود كتاب المناسك باب ٧١.
(٤) أبو داوود كتاب المناسك باب ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>