للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (١١٧)

(بديع السموات والأرض) أبدع الشيء أنشأه لا عن مثال، وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه قيل له مبدع، والأصل بديع سمواته أي بدعت لمجيئها على شكل فائق حسن غريب (وإذا قضى أمراً) أي أحكمه وأتقنه، قال الأزهري: قضى في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه، قيل هو مشترك بين معان يقال قضى بمعنى خلق ومنه (فقضاهن سبع سموات) وبمعنى أعلم، ومنه (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب) وبمعنى أمر ومنه (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) وبمعنى ألزم منه (قضى عليه القاضي) وبمعنى أوفاه ومنه (فلما قضى موسى الأجل) وبمعنى أراد ومنه (فإذا قضى أمراً) والتقدير إذا قضى أمراً يكون ويحصل، فلفظ يكون المقدر هو العامل في " إذا ".

والأمر واحد الأمور، وقد ورد في القرآن على أربعة عشر معنى.

(الأول): الدين، ومنه (حتى جاء الحق وظهر أمر الله).

(الثاني): بمعنى القول ومنه (فإذا جاء أمرنا).

(الثالث): العذاب ومنه (لما قضى الأمر).

(الرابع): عيسى ومنه (فإذا قضى أمراً) أي أوجد عيسى عليه السلام.

(الخامس): القتل ومنه (فإذا جاء أمر الله).

(السادس): فتح مكة (فتربصوا حتى يأتي الله بأمره).

(السابع): قتل بني قريظة وجلاء النضير ومنه (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره).

(الثامن): القيامة ومنه (أتى أمر الله).

(التاسع): القضاء ومنه (يدبر الأمر).

<<  <  ج: ص:  >  >>