للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو هرماً مقعداً أو موتاً مجهزاً أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر " (١) أخرجه الترمذي وحسنه (فقد جاء أشراطها) تعليل لمفاجأتها أو لإتيانها من حيث هو، أو هذا كالعلة للفعل باعتبار تعلقه بالبدل، لأن ظهور أشراط الشيء موجب لانتظاره، ومعنى أشراطها أماراتها وعلاماتها، وكانوا قد قرأوا في كتبهم أن النبي صلى الله عليه وسلم، آخر الأنبياء فبعثته من أشراطها قاله الحسن والضحاك، والأشراط جمع شرط بسكون الراء وفتحها، وهو العلامة، وقيل: المراد بأشراطها هنا أسبابها التي هي دون معظمها، وقيل: أراد بعلامات الساعة انشقاق القمر والدخان كذا قال الحسن، وقال الكلبي: كثرة المال والتجارة، وشهادة الزور، وقطع الأرحام، وقلة الكرام، وكثرة اللئام، قلت: كما يشاهد الآن في هذا الزمان والله المستعان.

قال ابن عباس في الآية: أول الساعات. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما " من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بالوسطى والسبابة " (٢)، ومثله عند البخاري من حديث سهل بن سعد، وفي الباب أحاديث كثيرة فيها بيان أشراط الساعة وبيان ما قد وقع منها، وما لم يكن قد وقع وهي تأتي في مصنف مستقل فلا نطيل بذكرها، وفي هذا الباب كتاب الاشاعة لأشراط الساعة، وهو نفيس جداً.

(فأنى لهم إذا جاءتهم)؟ الساعة بغتة (ذكراهم) أي: فمن أين لهم التذكر والإتعاظ والتوبة والخلاص، كقوله: (يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى)؟.


(١) رواه الترمذي.
(٢) البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>