للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرىء بالحاء قال الأخفش: ليس يبعد أحدهما عن الآخر، لأن التجسس بالجيم هو البحث عما ينكتم عنك، والتحسس بالحاء طلب الإخبار والبحث عنها، وقيل؛ إن التجسس بالجيم هو البحث، ومنه قيل: رجل جاسوس إذا كان يبحث عن الأمور، وبالحاء ما أدركه الإنسان ببعض حواسه، وقيل: إنه بالحاء فيما يطلبه الإنسان لنفسه، وبالجيم أن يكون رسولاً لغيره، قاله ثعلب والأول أعرف. يقال: تحسست الأخبار وتجسستها أي: تفحصت عنها.

قال ابن عباس: نهى الله المؤمنين عن تتبع عورات المؤمن وعن زيد بن وهب قال: أتى ابن مسعود فقيل هذا فلان يقطر لحيته خمراً، فقال ابن مسعود إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذه قال مجاهد: خذوا ما ظهر ودعوا ما ستره الله.

وعن عقبة بن عامر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موؤودة " أخرجه أبو داود.

وعن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة " (١) رواه مسلم.

وفي كتاب أبي داود عن معاوية قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم "، فقال أبو الدرداء كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنفعه الله بها. وقد وردت أحاديث في النهي عن تتبع عورات المسلمين والتجسس عن عيوبهم.

(ولا يغتب بعضكم بعضاً) أي لا يتناول بعضكم بعضاً بظهر الغيب بما يسوءه، يقال اغتابه اغتياباً إذا وقع فيه والاسم الغيبة، وهي ذكر العيب بظهر الغيب يعني: أن تذكر الرجل بما يكرهه.


(١) رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>