للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا تركتْ بغيرِ صرارٍ فهيَ باهلٌ، يُقالُ: أبهلَ بنُو فلانٍ إبلهُمْ معَ أولادِها، تشربُ كيفَ شاءتْ. وقدْ أرجلتْ ولدَها معَها إرجالاً، إِذَا خليَتْ معَها.

وإذَا درَّتِ النَّاقةُ على غيرِ ولدٍ فهيَ مريُّ، والجمعُ مرايَا. وإنَّما سُمِّيَتْ مرَايا لأنَّها تدرُّ على المريِ، والمريُ والمريةُ مسحُ الضَّرعِ. فإذا اشتدَّتْ درَّتُها قيلَ: قدْ حفلَتْ وحشكَتْ واشتكرَتْ. فإذا امتلأَ الضَّرعُ إِلاَّ شيئاً قيلَ: جاءتْ حالقاً ضرعُها.

فإذا شالتْ بذنَبِها للقاحِ فيهَ شائلٌ، والجمعُ شوَّلٌ. فإِذَا أتَى عليْها سبعةُ أشهرٍ أو ثمانيةٌ منْ نتاجِهَا فجفَّ لبنُها فهيَ شائلةٌ، بالهاءِ، والجمعُ شولٌ. كمَا تقولُ: صائمٌ وصومٌ. والمبرقُ الَّتِي تشولُ بذنبِها، وتقطِّعُ بولَها، وتوهُم أنَّها لاقحٌ، وليستْ بلاقحٍ. وكذلكَ البروقُ. وفي مثلٍ لهمْ: لستُ منْ تكذابكَ وتأثامكَ فِي شيءٍ، إنَّكَ لتشولُ شولانَ البروقِ. أيْ تزعمُ أنَّكَ صادقٌ، ولستَ بهِ، كمَا توهمُ البروقُ أنَّها لاقحٌ، وليستْ بلاقحٍ.

يُقالُ: رفقتِ النَّاقةُ رفقاً، إِذَا خرجَ شخبُها رقيقاً. والشُّخبُ ما خرجَ منَ اللَّبنِ، والشَّخْبُ العملُ. والمصورُ الَّتِي تصرُّ خلفُها فلا تحلبُ إِلاَّ بالإبهامِ والسَّبَّابةِ. والمصرُ العملْ. فإذا

عظمَ الخلفُ، واتَّسعَ الإحليلُ، وغلظَ الشُّخبُ، فهيَ ناقةٌ ثرَّةٌ بيِّنةُ الثُّرُورِ. فإذا أسرعَ انقطاعُ لبنِها فهيَ قطوعٌ. وإذَا دامَ غزرهَا فهيَ مكودٌ، وإبلٌ مكائدُ. فإذَا درَّتِ النَّاقةُ فِي القرِّ والجوعِ فهيَ مجالحٌ، بغيرِ هاءٍ. وقدْ جالحَتْ مجالحَةً.

وإذَا كانتْ سريعةَ العطشِ فهيَ هافةٌ، مخفَّفةٌ، ومهيافٌ، وملواحٌ.

والعسَسُ أن تضجرَ النَّاقةُ عندَ الحلبِ. وهيَ عسوسٌ.

وتقولُ: أكفَأ فلانٌ فلاناً إبلَهُ، إِذَا أعطاهُ أولادَها وأوبارَها وألبانَها سنةً كلَّها. وقدْ جعلَ لهُ كفأةَ إبلهِ.

<<  <   >  >>