للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقدس فقالوا له: إن أهل الشام ارتدوا بعد سليمان عن دين الله فاجتمعت إليه حمير، فقال له القلمس أفعى نجران: يا خليفة رسول الله أردت الشام وأهله وأهل باس وفتنة لا يعطون إلا عن قسر فاجعل سيفك دليلاً وعزمك خليلاً وإن للكفر طرباً من القلوب لا يحول بينها وبينه إلا الخوف ولن تخيفهم إلا بعزم وصبر وإن الله المعين. قال رحبعم: لله جنود بيت المقدس ينصرون الله وينصرهم، خذوا أهبة الحرب وأعدوا الجيوش حتى يأتيكم أمري فإن السنة محلة والجدب عام فتربص كل قوم من جيوش حمير عند أنفسهم ومضى رحبعم إلى الشام وخلف أمه بلقيس بمأرب حاكمة على اليمن، وسار رحبعم إلى بيت المقدس فاختار من بني إسرائيل مائة رجل، فسار بهم على مدائن الشام فأجابوه إلى أمر الله حتى بلغ إلى إنطاكية فأتمروا به فقتلوه وهم من الجبارين من بقايا بني ماريع بن كنعان بن حام بن نوح فقتلوه وقتلوا المؤمنين الذين كانوا معه وتجبر بنو كنعان بإخوانهم من القبط ابن كنعان والنوب بن كنعان، فلم يكن لبني إسرائيل بهم طاقة، وبلغ ذلك بلقيس وقد أدركها الرهم فلم تستطع النهوض إلى الشام ووقعت فتنو باليمن فنبغ الثوار كل يدعي الملك وتغلب على من تحت يده، وأرسل الله تبارك وتعالى جنداً من الملائكة على أهل إنطاكية فأغاروا عليهم فخرج أهل أنطاكية في طلبهم فلما فحصوا عطفوا عليهم ووضعوا فيهم السيف فقتلوهم إلى باب أنطاكية فأغلقوا باب المدينة ونزل عليهم الملائكة في المدينة فقتلوهم أجمعين. فزعم أهل العلم: أن فيهم أنزل الله {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين، فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون، لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومسكنكم لعلكم تسألون قالوا: يا ويلنا إنا كنا ظالمين، فما زالت تلك دعواهم حتى

<<  <   >  >>