للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أوردناه في صدر هذا الباب قول أبي الطيب المتنبي:

ولم أرَ جِيراني ومثلي ... لمثلي عند مثلهم مُقام

إنه يقول: لم أر مثل جيراني في سوء الجوار وقلة المراعاة، ولا مثلي في مصابرتهم ومقامي عندهم، إلا أنه قد كرر هذا المعنى في البيت مرتين، وعلى نحو ذلك جاء قوله:

فَقَلقَلتُ بالهمَّ الذي قَلقَلَ الحشا ... قَلاقِلَ عِيسِ كلُّهن قلاقل

فإن الصاحب إسماعيل بن عباد أنكر على أبي الطيب هذا البيت لأجل التكرير الذي فيه ورأيت الواحدي ذكر في شرحه لشعر أبي الطيب أنه لا يلزمه من هذا عيب وأنه قد جرت عادة الشعراء بمثل هذا كقول أبي منصور الثعالبي:

وإذا البَلابلُ أطربَتْ بهدِيلها ... فأنفِ البلابلَ باحتساه بَلابل

ولقد أصاب الصاحب بن عباد في استقباح بيت أبي الطيب، وأخطأ الواحدي في الاعتذار عنه، وتمثيل ذلك يقول الثعالبي. وبيانه أن بيت أبي الطيب قد ورد فيه ذكر القلقلة والقلاقل أربع مرات، وهن دلائل معنى واحداً لا غير٥ وهو الحركة يقول (وحركت بالهم الذي حرك

<<  <   >  >>