للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الذي جعل الزبير وطلحة يقنطان من اقتصاص الإمام المظلوم عثمان - رضي الله عنه - ويخرجان من المدينة، وهناك التقيا أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ومن طرف آخر بدأت الرسائل تتبادل بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - لأن عليًّا عزل معاوية - رضي الله عنهما - عن الشام وأمّر عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - فقال ابن عباس:

"ما هذا برأي، معاوية رجل من بني أمية وهو ابن عم عثمان وهو عامل الشام ولست آمن أن يضرب عنقي لعثمان" (١) ".

فاعتذر إليه وأعفاه منها. وبينا هم في ذلك بدأت السبئية يشتغلون ويثيرون الفتن والقلاقل ويسعون فسادًا، ويثيرون الأحقاد والضغائن، وينفخون في الرماد، ويحاولون إسعار الحرب بين المسلمين، ويحرضون شيعة عليّ ضد كل من يطالب بثأر عثمان وقصاصه، وخاصة معاوية - رضي الله عنه - الذي بدأ يمتنع من الخضوع لخلافة عليّ - رضي الله عنه - والتسليم بإمارته بدعوى أن بيعة علي لم تنعقد، لأنه لم يحصل الشورى ولم يبايعه أهل الحل والعقل، ولم ينتخبه إلا رجال معدودون من المهاجرين والأنصار ومن أهل المدينة. وفوق ذلك كله قتلة عثمان والسبئية التجئوا في معسكره واكتنفوا بكنفه.

ولقد أشرنا إلى تلك الأمور كلها في الباب الأول بثبت من عبارات التاريخ والمؤرخين. فبينا هم كذلك في الجواب وجواب الجواب إذ جاءه


(١) - الطبري: ج٥ ص١٦٠

<<  <   >  >>