للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن، لم يكونوا تاركين للرئاسة لقول الله عز وجل، ولا معطين له أي اهتمام. وكما أن أبا بكر الذي كان خداعه ظاهراً وزائداً، استطاع أن يحرم ابنة رسول الله من إرثها الثابت بالقرآن والعقل، باختلاق

حديث مكذوب، لم يكن مستبعداً من عمر أن يقول بأن الله أو جبريل أو الرسول أخطئوا في ذكر إسم الإمام في القرآن وآياته، ولذلك لا يُنظر إليه، ولا يُعمل به، وآنذاك قام حزب السنة وتابعوه على قوله، وتركوا القرآن مهجورا. كما أنهم تابعوه في جميع التغييرات التي أتى بها في دين الإسلام، ورجحّوا قوله على القرآن وآياته، وقدموه على أحاديث رسول الإسلام وأقواله " (١)

وهناك كثير وكثير من هذا القبيل.

هذه هي عقيدة القوم في أبي بكر وعمر وعثمان، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ورضوا عنه. قد ذكرناها من رجل سياسي بارز، يُعد نائب الإمام الغائب عند الشيعة، ومصلح الأمة عند بعض السنة، طبق ما توارثه من السبئية وعبد الله بن سبأ، وعليها يُقاس عقيدة الآخرين من القوم الذين لم يُمارسوا السياسة، ولم يستلموا الزعامة الدينية، ولم يتسلطوا على البلاد التي يسكنها كثير من السنيين الذين يحتاجون إلى المداهنة والمراعاة.

وأما الطعن في عثمان ذي النورين رضي الله عنه، واللعن عليه وعلى أعماله، فإنها أمور لا تحتاج إلى البيان، وخصوصاً بعد ما ذكرناه في الباب الأول والثاني من المثالب والمطاعن المنقولة من كتب القوم أنفسهم، بذكر الصفحات والمجلدات.

ومن أراد الاستزادة، فليرجع إليهما، وإلى كتابنا (الشيعة والسنة) و (الشيعة وأهل البيت).

والجدير بالذكر، أن كتب الشيعة الإثني عشرية، لا يخلو كتاب من


(١) كشف الأسرار ص ١٢٠،١١٩.

<<  <   >  >>