فعلم القوم أن أفعالهم، على اختلافها، تتناولها هذه الألفاظ، فنعم ملحقة بالعمل المحمود، قال الله تبارك وتعالى:{نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}، وقال:{إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}، وقال تعالى:{نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}.
وبئس ملحقة بالعمل المذموم، قال الله تبارك وتعالى:{لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ}، وقال في جزاء قوم:{فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}. {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ}. {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
وحبذا مركبة من حب وذا. فتحبب القوم إلى مولاهم بحبه إياهم، وعلموا أنه حاضر معهم أينما كانوا، وحيث ما كانوا. فلما سئلوا عن محبوبهم قالوا: ذا إشارة إلى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ}، فركبوا من كلام حب وذا حبذا، كما ركبوا ميم معيته مع كاف