للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجربة مجرى خيبة.

ذكر سيبويه أن بعضهم ينصب (ويلا) لك، وقد قدم في الباب أن هذا الباب؛ الرفع فيه وجه الكلام، ونصبه بإضمار فعل، كأنه: ألزمك الله ويلك، أو أوقع الله الويل، وما أشبه ذلك.

وأنشد لجرير:

(كسا اللؤمُ تَيْماً خُضْرَةً في جلودِها ... فويلا لِتَيْم من سَرابيلها الخُضْرِ)

يهجو جرير بذلك عمر بن لجأ التيمي وقومه، والخضرة: يريد بها سواد الجلد الذي يضرب إلى الخضرة، والسرابيل: القمص. جعل جلودهم مثل القمص عليهم. وأراد أن ألوانهم متغيرة للؤمهم وضعتهم، (ولعله أراد أنهم لا يغتسلون ولا ينظفون أبدانهم، فقد تقادم عليها الوسخ وتضاعف فاسودت).

[النصب على المصدر في التوبيخ بإضمار فعل]

قال سيبويه في: باب ما ينتصب من المصادر، كان فيه ألف ولام أو لم يكونا فيه، على إضمار الفعل المتروك إظهاره: وأما ما ينتصب في الاستفهام من هذا الباب فقولك: أقياما يا فلان والناس قعود! أجلوسا والناس يفرون! فلا يريد أن يخبر إنه يجلس، ولا إنه قد جلس، ولكنه

<<  <  ج: ص:  >  >>