للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترفيه للراكب. والزفف: جمع زاف، وهو من زف يزف زفيفا إذا أسرع. والناجي: الذي ينجو أي يسرع، والأين: الإعياء والتعب، ووجف: أسرع أيضا، والوجيف: ضرب من العدو فيه إسراع، والزلف جمع زلفة وهو أن يفعل الفعل شيئا بعد شيء.

يريد أن الليالي طوت القمر، أي أخذت من استدارته شيئا بعد شيء؛ تأخذ في كل ليلة جزءا، وسماوة الهلال: اعلاه، واحقوا قف: اعوج. وكان ينبغي أن يقول: طي الليالي سماوة القمر، وعبر عنه بالحال التي يصير إليها إذا طوي.

ومثله:

والسَّبُّ تَخْريقُ الأديمِ الألْخَنِ

وإنما يلخن بالسب.

ومثله:

والشَّوْقُ شاجٍ للعيون الحُذَّلِ

وإنما تحذل من البكاء للشوق.

وذكر النحويون أن سيبويه ينصب (سماوة الهلال) بإضمار فعل وأنه أتى بالبيت شاهدا على هذا. ورده عليه أبو عثمان، وأبو العباس، وأبو إسحاق، وليس يدل كلام سيبويه على إنه أراد أن (سماوة الهلال) ينتصب بإضمار فعل.

والذي يوجه ظاهر كلامه أن (طي الليالي) منصوب على المصدر وأنه لا ينتصب على الحال لأنه مضاف إلى الليالي وهي معرفة. كأنه قال: ومثله - وهو يريد: ومثل تضميرك السابق - في إنه مصدر مصاف إلى معرفة ولا يكون حالا. وإذا تأملت كلامه لم تجده يدل على أكثر من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>