للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد فيه نصب (اعيارا) على الحال بإضمار فعل، و (أمثال النساء العوارك) معطوف على (اعيار) كأنه قال: أتثبتون في السلم أشباه اعيار وأمثال اعيار وما أشبه ذلك، ويجوز أن تضمر: أتعرفون أمثال اعيار. ويدل على هذا الإضمار قوله: (وفي الحرب أمثال النساء العوارك) فجاء بـ (أمثال) في المعطوف والإعراب فيهما واحد.

والسلم: الصلح، والعوارك: النساء الحيض. المعنى أنكم جفاة في وقت الصلح لأمنكم، وأنكم لا تخافون عدوا، يعني أنهم يجفون على الناس ويغلظون عليهم في الخطاب، فإذا أقبلت الحرب وبطل السلم ضعفتم ولنتم وذللتم وذللتم من فزعكم، وهذا يدل علي جبنكم ولؤمكم.

قال سيبويه في المنصوبات: قال الشاعر:

(أفي الولائمٍ أولادا لواحدةٍ ... وفي العِيادة أولادا لِعلاّتِ)

الشاهد فيه على نصب (أولادا) بإضمار فعل، كأنه قال: أتثبتون مؤتلفين في الولائم.

وقوله (أولادا لواحدة) بمنزلة قوله: مؤتلفين، ونصب (أولادا لعلات) بإضمار فعل، كأنه: أتمضون متفرقين في العيادة.

والمعنى أنهم تجتمع جماعتهم إذا دعوا لوليمة، ولا يتخلف منهم أحد، فكأنهم بمنزلة أولاد لامرأة واحدة لا يقع بينهم خلف لأن أمهم واحدة،

<<  <  ج: ص:  >  >>