للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز أن يكون (منها) منصوبا بإضمار فعل، كأنه قال: أعني منها، أو أريد منها. والضمير المؤنث يعود إلى المرأة.

يقول: هي الشفاء لدائي لو ظفرت برؤيتها والاجتماع معها، وليست تبذل ليس شفاء أستشفي به من نظرة أو سلام أو إيماء. يعني إنه قد قطع طمعه من إنها تنيله شيئا مما يحبه، فبليته عظيمة ومحنته شديدة ليأسه منها.

[اختلاس صلة الضمير الغائب - ضرورة]

قال سيبويه في ضرورة الشعر: قال رجل من باهلة:

(أَو مُعْبَرُ الظهر يُبْني عن وليتِه ... ما حجَّ رُّبه في الدنيا ولا اعْتَمَرا)

الشاهد فيه على اضطرار الشاعر لما حذف صلة ضمير الغائب، وهي الواو التي تتبع الضمير (الهاء) أراد: ربهو، فحذف الواو.

والمعبر من الإبل: الذي يترك وبره لا يجز سنين، و (الولية) البرذعة التي تقع على ظهره، وينبي: يرفع. وأراد أن يقول: ينبي وليته، فلم يستقم له فال: عن وليته. وإذا كثف الوبر على سنامه وعظم نبت وليته وارتفعت. وقوله: ما حج ربه في الدنيا ولا اعتمرا: يريد أن صاحبه لو كان حج أو اعتمر لاحتاج إلى النظر في إصلاح بعيره والقيام عليه وجز وبره، حتى تقع الولية عليه والرحل وقوعا جيدا متمكنا، فيتمكن الراكب عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>