للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب إلى البناء، فجرأهم هذا التغير على ترخيمه.

قال سيبويه: لو رخمت هذا - يعني الحكاية - لرخمت رجلا يسمى: قول عنترة:

(يا دارَ عبلةَ بالجِواء تكلّمي)

الزم سيبويه من أجاز الترخيم في الحكاية - (إذا كانت الحكاية) بجملة - هي كلمتان، نحو: تأبط شرا، وبرق نحره، فيحذف الكلمة الثانية ويدع الأولى، فيقول: يا تأبط أقبل ويا برق هلم، فإذا سمي بحكاية هي كلمات: (أن يجيز الترخيم) وإن كانت الحكاية نصف بيت أو بيتا تاما، وهذا لا يركبه أحد وتمام البيت:

يا دارَ عبلةَ بالجواء تكلمي ... وعِمي صباحا دار عبلةَ واسْلَمي

والجواد موضع بعينه يقال له الجواد، وهو الذي عناه عنترة. والجواد ايضا: جمع جو وهو البطن من الأرض الواسع، تكلمي: أخبري عن أهلك والذين كانوا قاطنين بك، ما فعلوا. . . وعمي صباحا: أنعمي واسلمي من الآفات في صباحك.

و (صباحا) منصوب على الظرف، و (عمي) محذوف من (انعمي) على طريق التخفيف لكثرة استعماله، وقيل: إنه من وعم يعم مثل وعد يمد، فقوله: عمي مثل عدي، إلا إنه لا يستعمل منه إلا هذا الفعل الذي هو دعاء وهو على لفظ الأمر.

وقد حكي عن بعض أصحابنا المتقدمين إنه قتال: هو من قولهم: عمت السماء تعمي، ومعنى عمت: سال مطرها. والقول الأول أعجب

<<  <  ج: ص:  >  >>