للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وما زِلتُ محمولاً عليَّ ضَغينةٌ ... ومضطَلِعَ الأضغان مذ أنا يافعُ)

إلى أن مضتْ لي أربعون وجُربَتْ ... طبيعةُ صُلبٍ حين تُبلى الطبائعُ

الشاهد فيه إنه ذكر (محمولا) وهو الذي ارتفع به (ضغينة) ولم يقل محمولة.

والضغينة ما في قلب الرجل من العداوة والحقد، يقول: ما زلت مذ كنت صبيا يضطغن علي الناس، وأضطغن عليهم، يعني إنه كثير الخصومة والمنازعة، ففي قلب من يخاصمه عليه حقد، وهو مضمر عداوته وخصومته، وفي قلبه على من يخاصمه مثل ذلك.

يعني إنه قوي، صبور على ما ينزل به من الأمور التي فيها شدة وقتا وخصومة واليافع: الذي قد قارب البلوغ، ويبلى: يختبر، وأراد بالصلب نفسه: يريد إنه قد جرب وعرفت جلادته وقوته وصبره.

[التعريف بالنداء]

قال سيبويه في النداء، قال الحارث بن خالد المخزومي:

(يا دار حسّرَها البِلى تحسيرا ... وسَفَتْ عليها الريحُ بعدكِ مورا)

دقَّ التُرابِ تُجيلُه: فمخيمٌ ... بِعراصِها، ومسيرٌ تسييرا

<<  <  ج: ص:  >  >>