للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الوجه أن تقول: مررت برجل معه صقر صائدا به، فتنصب (صائدا) على الحال ولا تجعل (صائدا) وصفا لـ (رجل).

وقالوا: الوصف يمتنع، لأنا لو قلبنا فقدمنا (صائدا) قبل قولنا (معه صقر) لم يصلح أن نقول: مررت برجل صائد به معه صقر، نقدم الإضمار قبل الذكر. يريدون: إضمار صقر قبل جري ذكره.

ويحتج لمذهبهم فيقال: (معه صقر) وصف لـ (رجل) و (صائد به) وصف آخر. والموصوف إذا كانت له صفتان، فليست إحداهما بالتقديم أولى من الأخرى، فنحن أن أجزنا الجر في (صائد) على الوصف لـ (رجل) فالصفتان إذا اجتمعتا، جاز أن تتقدم كل واحدة منهما صاحبتها.

فجائز على هذا أن تقدم (صائد) على (معه صقر) وإذا قدمنا فسد الكلام الإضمار قبل الذكر.

فأراهم سيبويه إنه قد ثبت في الكلام نظائر لما أنكروا، من ذلك أنهم يقولون: مررت برجل حسن الوجه جميله ولا يقال: مررت برجل جميله حسن الوجه.

ومضى في الاحتجاج عليهم إلى أن قال: فأما القلب فباطل. يريد اعتبارهم في الوصف الثاني أن يكون مما يجوز فيه القلب والتقديم على الأول. ثم قال: وسمعناهم يقولون: هذه شاة ذات حمل مثقلة به: فرفعوا (مثقلة) وجعلوه وصفا لـ (شاة)، والضمير المجرور المتصل بالباء يعود إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>