للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يمدح بهذا الشعر عبد الله بن الزبير، وكان أبو ذؤيب خرج معه غازيا. وأراد أنه يبعد الغزاة، ويصبر على الحرب حتى يهزلْ ويتغير، ويمضي فيما يريده كمضاء السيف. ويروى: يريع الغزاة، أي يرجع الغزاةْ وهو لا يرجع لصبرهْ وإبعاده في بلاد العدو.

[النصب على التمييز]

قال سيبويه في التمييز، قال كعب بن جعيل:

فمنْ يأتنا أو يعترضْ لطريقنا ... نفُتهْ وإنْ جَدَ النهارَ وأَسْأَدا

(ومِرْ فدُنا سبعون ألفَ مدَججِ ... فهل في مَعَدٍّ فوق ذلك مرفدا)

الشاهد في نصب (مرفدا) على التمييز، والذي هذا تمييزه (ذلك)، كأنه قال: فهل مرفد في معد فوق ذلك مرفدا. و (ذلك) إشارة إلى المرفد صرحه في قوله: لنا مرفد سبعون ألف مدجج. والمدجج: الشاك في السلاحْ و (في معد) وصف لـ (مرفد) المحذوفْ و (مرفد) المحذوف رفع بالابتداء، و (فوق ذلك) خبره.

يقول: من يأتنا ليلحقناْ ويفعل مثل أفعالنا - وليكون مشهورا بفعل المكارمْ والشجاعةْ والقوةْ والعدد - نفته: لا يلحقنا وإن جد في السير النهار كلهْ والليل. وهذا على طريق المثل. يريد أنه إن اجتهد في فعل الأمور التي تكسب

<<  <  ج: ص:  >  >>