للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد في البيت الثاني الذي أنشده على أنه حذف اسم (أنّ) وهو ضمير الأمرْ والشأن، وتقديره: فلو أنه حقَّ اليومَ منكم إقامة. والحمول: الإبل التي عليها الهوادج التي فيها النساء، و (صبابة) مصدر منصوب مفعول له، وزالوا: ابتدروا الرحيلْ وزالوا عن الموضع الذي كانوا فيه مقيمين.

والذي حكاه - أنه قال - هو البيت الثاني، وما بعد القول - في البيت الأول -

ليس بمحكيّ، إنما المحكيّ قوله. فلو أن حق اليوم منكم. . . إلى آخر البيت. وقوله: ولم أطمع مطمعاً؛ يريدْ ولم أطمع في قبولهم مني، ولكنّ ما أجده من الحزن عليهم حملني على الكلام. وحق بمعنى وجبْ وكان حقاً، ويقال: حققتُ الأمرْ وأحققته إذا تحققته.

والمعنى: لو حققْتُ إقامتكم بعد أن عرف أنكم قد أجدتم في الرحيل، لكنتم بما تفعلون محسنين إليّ، أو لشكرتم أو ما أشبه ذلك. وحذف جواب (لو). ومعنى قوله: (وإن كان سرح قد مضى فتسرعا) يريد لو عزمتم على الإقامة، وإن كان ثقلكمْ ومتاعكم قد سار قبلكمْ وتسرع. أراد منهم أن يقيمواْ وأن يردوا ما قدموه قدّامهم في المسير.

ومن روى (وإن كان سرب) أراد به أن قطعة من نساء الحي كانت قد سارت، ويروى: (وإنّ أحقَّ الناس منكمْ إقامةُ) يريد: إن أحق واجب الناس من فعلكم الإقامة، كما تقول: إن أولى ما تفعلونه الإقامة. يريد إن أحق ما صنعتم الإقامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>