للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو كان مولاي امرءاً هو غيْرُه ... لفرَّجَ كَرْبي أو لأنْظَرني غَدي

(ولكنَّ مولاي امرؤُ هو خانقي ... على الشكرْ والتَّسآل أو أنا مفتدي)

ذكر طرفة قبل هذين البيتين ابن عم له، عَتَبَ عليه في شيء صنع به. والمولى في هذا البيت ابنُ العم. يقول: لو كان ابن عمي غير هذا لفرّج عني ما أجده من الكرب، وأعانني على ما أريده حتى أبلغ محبتي. وقوله: لأنظرني غدي، أي تأنى في أمريْ وأمهلنيْ ولم يعجل عليّ بالملامة، حتى أصير إلى ما يحب.

ويقال: أنظِره غدَه: أي دعه حتى يرجع إلى ما تحب بعد هذا الوقت. ثم قال: (ولكنَّ مولاي امرؤُ هو خانقي)، يقول: ابن عمي هذا يضطرني إلى شكره من غير سبب يوجب الشكر، فلا يترك أن يخنقني على ذلك حتى أفتدي منه بمال أعطيه.

وقيل في قوله (أو أنا مفتدي): أي أو أنا هارب منه، تارك معه غيري من بني عمي، افتدي منه بمن تركته في يده.

والشاهد في البيت قوله: أو أنا مفتدي، أي بهذه الجملة على طريق الاستئناف. وجعله سيبويه شاهداً على جواز رفع الفعل لو وقع موقع هذه الجملة التي هي مبتدأْ وخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>