للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قال قائل: فإذا كان هذا مفعولاً له، فكأنه قال: يُهدَى ضَلال الناس لأن يضلوا. وهم لا يُهدون لأن يضلّوا، وإنما يُهدون لئلا يضلوا.!

قيل له: لهذا نظائر. قال الله تعالى: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم، فإن لم يكونا رجلين فرجلْ وامرأتان ممن ترضون من الشهداء، أنْ تضلْ إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى).

قيل فيه: إن التقدير: لكراهة أن تضل إحداهما. ومثله قول العرب: أعددتُ الخشبة أنْ يميل الحائط فأدعمَه. فأخبر بالعلة التي دعت إلى إعداد الخشبة.

مدح الفرزدق بهذا سليمان بن عبد الملك، وجعل الفرزدق بني مروان كالقبلة التي يصلي الناس إليها. يريد أنه من انصرف عن طاعتهم؛ فقد ضل، كضلال من

صدفَ وجهه عن القبلة.

(مَنْ) الموصولية

قال سيبويه في باب الأسماء التي يجازى بها وتكون بمنزلة (الذي). يريد أنّ: (مَنْ وماْ وأيّهم) إذا وصلت واحدة منها بطل الجزاءْ وصارت بمنزلة (الذي). وساق كلامه في هذا المعنى حتى انتهى إلى قول الفرزدق:

منا الكواهِلُ والأعناقُ تَقْدُمُها ... والرأسُ مناْ وفيه السمْعُ والبَصَرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>