للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رفع جواب الشرط على تقدير التقديم]

قال سيبويه قال العُجير السلولي:

ومستلحَمٍ قد صكه الخصمُ صَكةً ... قليلِ الموالي نيل ما كان يمنعُ

رددْتُ له ما أفرط القولُ بالضحى ... وبالأمس حتى اقتافهْ وهو أضرعُ

(وما ذاك أن كان ابنَ عميْ ولا أخي ... ولكنْ متى ما أملكِ الضَرَّ أنفعُ)

الشاهد فيه أنه رفع (أنفعُ) في موضع الجواب، وإنما رفعه لأنه قدره قبل الشرط، كأنه قال: ولكن أنفعُ متى ما أملك الضَّر.

والمستلحَم. وأصله في الحرب: وهو الذي أحيط به فأُثخن فلم يمكنه أن يبرح. أراد: ورب مستلحم قد صكه خصمه بحجة. وبنو عمهْ وأنصاره أذلاء لم يكن

فيهم من يعينه، نيل منه ما كان يمنعه.

رددت له ما أفرط القول: يريد أنه قد فرط منه قول غلط فيه، فوقع في أمر من المكروه لا يستطيع دفعه. ويروى: (أفرط القولَ) بالنصب. أراد أنه قدم قولاً خطأ.

ورأيته في موضع آخر مرفوعاً، يريد: الذي أفرطه القول، أي قدمه، ويكون الضمير الذي يعود إلى (ما) محذوفاً، تقديره: أفرطه القولُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>