للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا ليتني ليلةً إذا هجَعَ ... الناسُ ونامَ الكلابُ صاحبُها

في ليلةٍ لا ترى بها أحداً ... يَحكي علينا إلا كواكبُها

ووقع الإنشاد في الخبر: (لا يُرى بها أحدُ) وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت، لأن (كواكبُها) بدلاً من (أحد).

[إبدال المستثنى]

قال سيبويه في الاستثناء، وقال الحارث بن عُباد:

والحربُ لا يبقَى ... لجاحِمِها التخيّلُ والمِراحُ

(إلا الفتى الصّبارُ في ... النَجَداتِْ والفرسُ الوَقاحُ)

الشاهد فيه أنه أبدل (الفتى) من (التخيلْ والمراحّ) ورفعه.

جاحم الحرب: أشدهاْ وأحرَها، والتخيل: من الخيلاء وهو التبخترْ وإسبال الإزار، والمِراح: من المرحْ وهو الفرح الشديد، والنجدات: جمع نجدةْ وهي الشدة، والوَقاح: الصلب الحافر.

يقول: إذا اشتدت الحرب، ذهب الخيلاءْ والمرح، وكان شغل كل إنسان بنفسهْ وتخليصهاْ والدفع عنها، وفي أوائل الحروب يختال الرجل، وينظر في أعطافهْ ويحب المبادرة، فإذا حميت شغلوا عن هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>