للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استقبال القسم بـ (أنْ) بمنزلة اللام

قال سيبويه: (ومثل هذه اللام الأولى (أنْ) إذا قلت: ْ والله أنْ لو فعلتَ لفعلتُ). يريد أنّ أنْ الخفيفة المفتوحة يُستقبل بها القسم، كما يستقبل باللام للقسم كقولك: والله لئن فعلت لأفعلن قال المسيَّب بن عَلَس:

لعَمْري لئن جدَتْ عداوةُ بيننا ... لينتحينْ مني على الوَخْمِ مِيسَمُ

(فأُقسم أنْ لو التقيناْ وأنتمُ ... لكان لكم يومُ من الشر مظلمُ)

الشاهد فيه في قوله (أنْ لو التقينا) جعل (أنْ) تستقبل في القسم.

يخاطب المسيَّب بهذا بني عامر بن ذهل بن ثعلبة في شيء صنعوه بحلفائهمْ وأراد بالوخْم عامرَ بن ذهل. ومِيسَم: الحديدة التي تُحمىْ ويوسم بها، لينتحينْ: ليُتعَمَّدَنْْ ويُقصدن بميسمي على الوخم. يعني أنه يهجوه هجاء يكون كالسمة في وجهه، لا يزايله عاره، كما لا يزايله أثر الميسم.

وعطف (أنتم) على الضمير الذي هو فاعل (التقى). يقول: لو التقيناْ وتحاربنا لقتلناكم. فكان يومكم مظلماً لأجل ما نصنعه بكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>