للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا على التذكير نحو (فلج) وما وقع صفة كـ (واسط) ثم صار بمنزلة زيد وعمرو، وإنما وقع لمعنى). يريد ما كان أصله صفة للموضع، ثم غلبت عليه الصفة حتى جرى مجرى الاسم العلم). قال مسكين الدارمي:

ونابغةُ الجعديُّ بالرملِ بيته ... عليه ترابُ من صفيحٍ موضعُ

أتى ابنَ جُعيلٍ بالجزيرة يومُهُ ... وقد فارقَ الدنيا وما كان يجمعُ

كذا إنشاد الكتاب: (ترابُ من صفيح). وفي شعره: (عليه صفيح من رخام موضعُ) وهي أحب إليّ من رواية الكتاب، لأن قوله: (تراب من صفيح) فيه بُعد. والصفيح: الحجارة، والرخام: الصخور العظام، والموضعُ: المُلقى بعضه فوق بعض.

أراد أن قبر النابغة في الرمل، وذكر حال الشعراء المتقدمين، وأنهم فنوا وذهبوا فلم يبق منهم أحد. يصغّر أمر الدنيا ويحقره.

والشاهد فيه أنه جعل النابغة - وهو في الأصل صفة - بمنزلة الاسم العلم، ونزع منه الألف واللام. وجعله اسماً كما تجيئه بطلحة وحمزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>