للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الكلام إلا بياءي الإضافة) يعني أنه لا يلفظ به إلا منسوباً وإن لم يكن النسب إلى شيء. وهو مثل قولك (كرسي) لا يُنطق به إلا بياءي الإضافة، وجمعوه ولم يعتدّوا بياءي النسب فقالوا: نصارى مثل نَدْمان ونَدامى.

قال سيبويه: (فالنصارى بمنزلة النصرانيين). يريد أنه كان نكرة قبل دخول الألف واللام كما أن (نصرانيين) نكرة، فإذا دخلت الألف واللام على نصرانيين صار معرفة، وكذا (نصارى) نكرة، فإذا دخلت عليه الألف واللام فهو معرفة. قال النمِر بن توْلب:

فعافتِ الماَء واسْتافتْ بمِشفرِها ... ثم استمرَّتْ سِواهُ طرفها سامي

صدَتْ كما صدَ عما لا يحِلُّ له ... ساقي نصارَى قبيلَ الفِصحُ صُوّامِ

وصف راحلته. قوله: عافت الماء: كرهته، يريد أنها عُرضت على الماء فلم تشربه. واسْتافتْ: شمت، يريد أنها شمت الماء ولم تشربه. وقوله بمِشفرِها -

والمشافر لا يُشم بها - يريد أنها لما قدّمت مشفرها إلى الماء شمته. واستمرَّتْ: مضت في ناحيةٍ سِواه.

و (سواه) منصوب، يريد به الظرف، وطريقاً غيره، من المكان. والسامي: العالي، يريد أنه لم يذلها السير. وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>