للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصف فرساً، وذكر أنه يصلح للكر إذا أراد فارسه أن يكُر، وللفر إذا أراد فارسه أن يفِر، ويصلح للإقبال والإدبار إذا أريد منه شيء منهما. وقوله (معاً) أي هو في كل حال من أحواله يصلح لكل فن أخذ من هذه الأشياء، التي وصف أنه

فعلها.

والجلمود: الصخرة والحجر، وزعموا أن الصخرة إذا كانت في أعلى الجبل، كانت أصلب من الصخرة التي تكون في أسفله، فأراد أن هذا الفرس صلب كصلابة هذه الصخرة. ويجوز أن يريد أنه أملس الجلد لاكتناز لحمه، وصلابة جسمه، فكأنه بمنزلة الصخرة الملساء. ويجوز أن يريد أنه في سرعته يهوي في عدوه كما تهوي الصخرة من رأس الجبل، أراد أنه يسرع في العدو كإسراع هذه الصخرة من النزول من الجبل.

ورود صيغة (فيعِل) للمذكر والمؤنث

قال سيبويه في باب: تكسير ما كان من الصفات على أربعة أحرف: (وقد جاء شيء من (فَيْعِل) في المذكر والمؤنث سواء، قال الله جل وعز (وأحيينا به بلدةً مَيْتا) وقالوا: ناقة ريِّض. وقال الراعي):

(وكأنّ ريِّضَها إذا ياسَرْتها ... كانت معاوِدةَ الرحيلِ ذَلولا)

<<  <  ج: ص:  >  >>