للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الريِّض: الناقة التي لم تَمْهَر الرياضة، أي لم تتعلم المشي، هي في أول أمرها وتعليمها، وياسَرْتها: من اليُسر، يريد لم تشادّها، والذلول: المنقادة.

وصف إبلاً، وذكر إن التي هي في أول رياضتها منها، بمنزلة التي قد فرغ من رياضتها وذلت وطاوعت وانقادت، فهي بمنزلة ناقة قد شُد عليها الرحل، ورُكبت مرة بعد مرة، وعُودت ذلك، فهي لا تُتعب راكبها. وصف كرم هذه الإبل.

[تسكين المتحرك للضرورة]

قال سيبويه قال الأخطل:

(إذا غاب عنا غاب عنا فراتنا ... وإنْ شِهْدَ أجْدَى فضلُه ونوافلُهُ)

يمدح بذلك بشر بن مروان بن الحكم، يقول: غيبته عنا وبعده كغيبة الماء الفرات

عنا. يعني أن حاجتهم إليه كحاجتهم إلى الماء الفرات، وإنْ حضر أجدى فضله، أي أغناهم بما يتفضل به عليهم، ونوافله: زياداته في العطاء الذي يعطيه.

ويروى:

إذا غاب عنا غاب عناربيعُنا

أي هوبمنزلة الربيع الذي يحيا به الناس.

ويروى:

أجدى فيضُه وجداولهْ

يريد ما يفيض من عطائه، والجداول: الأنهار. شبه اتصال جوده وذهابه في كل وجه بالأنهار التي تتشعب فتذهب في كل وجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>