للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ربِّ إن أخطأتُ أو نسيتُ

فأنت لا تنسى ولا تموتُ

(إن المُوَقى مثلُ ما وُقيتُ)

وقال سيبويه بعد أن أنشده: (يريد التوقية) يعني أن الموقّى في هذا البيت مصدر، وأراد رؤبة أن التوقية التي يعجب منها - ومن حسن صنع الله عز وجل فيها - توقيتي من الحَرورية لما حصلتُ بأيديهم ثم تركوني. وكان رؤبة قد وقع بيد الخوارج ثم خلوا عنه.

و (الموقَّى) اسم إنّ و (مثل) خبره، وتقديره: إن التخلص الحسن مثل تخلصي من الخوارج.

قال سيبويه في المصادر، قال زيد الخيل الطائي:

(أُقاتلُ حتى لا أرىَ لي مُقاتَلاً ... وأنجو إذا لم ينجُ إلا المُكَيَّسُ)

الشاهد فيه أنه جعل (مقاتَلاً) مصدراً، أو موضعاً للقتال.

والمكيَّس: الذي يصفه الناس بالكَيْس. يريد أنه يقاتل ما وجد موضعاً للقتال وعلم أن قتاله ينفع، فإذا علم أن قتاله لا ينتفع به، وأنه إن قاتل قتل، نجا في الوقت الذي لا ينجو فيه إلا البُصَراءُ بالتخلص من مثل تلك الحال.

<<  <  ج: ص:  >  >>