للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرى رجُلاً منهم أسِيفاً كأنما ... يَضُم إلى كَشْحَيْهِ كفا مُخَضبا

(وما لهُ مِن مَجْدٍ تَليدٍ ولا لهُ ... منَ الريحِ فَضْلُ لا الجَنوبُ ولا الصبا)

الاسيف: الحزين الغضبان، ويقال للحزين خاصة الاسيف. ويقال الاسوف: الغضبان، والكشحان: الجانبان. كأنه من شدة غضبه قد قطعت كفه فضم يده إلى جنبيه وهي مقطوعة.

يقول: هذا الرجل ينظر إلي نظر غضبان كأني قد قطعت يده. وما له من مجد تليد: أي ليس له مجد قديم. ولا له من الريح فضل: أي ليست له علي مقدرة من جهة من الجهات، كذا رأيته فسر.

وهذا جار مجرى قولهم: هبت ريح فلان، إذا علا أمره وعظم شأنه وصارت له دولة، وسكنت عنه ريحه: إذا زال عنه سلطانه ومقدرته.

يهجو بذلك عمرو بن المنذر وقومه، وهو من بني عم الأعشى، لأنه ضرب قائد الأعشى في تهمة أتهمه بها.

والشاهد فيه إنه حذف صلة الضمة وهي الواو من (لهو). (ولا الجنوب) مجرور لأنه وصف الريح. ويروى:

وما عندهُ مجدٌ تَليدٌ

وليس على هذه الرواية شاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>